الفكرة ..الحقيقة التائهة بين سجون النفس و خربشات القلم
كل إنسان تجتاحه يوميا بحور من الأفكار تطرق باب العقل لديه ... منها ما يستحق الاستماع و منها من لا يستحق..منها أفكار تخرج إلى حيز الانبعاث خارج النفس لتبدأ أول مرحلة تكونها و إنتاجها و تبلورها فيصبح لها مريدين و قد تتحول إلى مذهب ، بغض النظر إن كانت الفكرة صحيحة نقية ام خاطئة خبيثة.
و هناك أفكار تطلق لمجرد توفر الفرصة الحاسمة على ساحة الحدث فتلمع دور الفكرة لديها لاستفادة من مصالح معينة.
اذا ا أول مراحل ظهور الفكرة هي وجود الفكرة ثم تأتي مرحلة إطلاقها بوسائل التعبير المختلفة ، ثم تأتي مرحلة مناقشة الفكرة و التصويت لها ثم الترويج لها بالمجتمع.
لكن في أثناء طرح الفكرة تتعرض الفكرة لكثير من المصاعب التي تعرقل سير تقدمها فتصبح شاحبة ضبابية غير معروفة الملامح و هي عندما تدخل الفكرة حيز النقاش و الحوار فيكثر الكلام و الصراخ و الهذيان و تتعدى حدود الرأي فتخرج الفكرة عن جوهرها .
أحيانا تدفعنا الفكر لنبحر في مداد القلم و نكتب كلام لا نعي معناه و تخرج الفكرة عن هدفها المنشود وإذا ما تخلفت الفكرة فالكتابة تصبح مجرد زخارف لفظية ومحسنات قد يطرب لها السامع ثم يملها بل ويمجها حين يعرضها على عقله فلا يكاد يفهم منها معنى أو مغزى. وقد تكون الفكرة حاضرة لكن ينقصها البيان العذب والكلمات الفخمة فتكون كأجمل إنسان لا يجد غير الخَلِق المرقع من الثياب فلا تنفعه ملامحه مادامت بلا حلة تنجذب لها العيون وتنقاد لها النفوس؛ وكم من حق ضاع بسوء التعبير وكم من باطل سرى بطلاوة الكلام وحلو الحديث.
و أحيانا العكس نفهم الفكرة و نعي ما أقول لكن ينقصها حسن البيان او قوة التعبير عنها فتضيع ايضا و لا تؤدي الى النتائج المطلوبة .
الأسئلة المطروحة للنقاش
1- كيف يمكننا أن نوصل أفكارنا ذات المنشأ الصحيح إلى الناس سواء في أثناء تحاورنا أو كتابتنا أو طرح جديد .
2- ما هي الطريقة الصحيحة لترويض الذات وجعلها مستقيمة بعيدة عن الأخطاء الإملائية الفكرية المحيطة بقناعاتنا المتينة .و ما أقصده الحفاظ على الفكرة ضمن اطار لغة الحوار المطروحة به.
3- هل الفكرة المطروحة حسنة تفيد المجتمع أم سيئة تعرقل المجتمع.
4- ما هو الوقت المناسب لطرح فكرتك .
5- ما هي العوامل التي تعرق نجاح طرح الفكرة و سير تقدمها.
أدعوكم لمناقشة هذا الموضوع بتوسع أتمنى أن يكون الحوار مفيداً وبناءا