--------------------------------------------------------------------------------
وضعالطاووس ريشه الجميل رهينةو شلح الحمار الوحشي قميصه المخططاجتمعتمملكة الغابة من غير أسد هصورتربع على الحكم بين المتخاصمين رجل من بنيالبشرقالت الوزة : خذوا ريشي الفاتن .
ارتفع صوت الصقر بين هندسةالغمام المتجمع في جو شاعري و زخات من المطرالفيل متكئ على شجرة البلوط يحكبها ظهره و يداعب بعاجه اللحاء .
من غير شبكة صيد كانت مجموعة من السمك تحتالنهر تتمنى أن تتحول لعرائس بحرلتحضر اجتماع مملكة الغابة في جو منالمحبة و الإخاء و المودة والرحمة و الشفقةتأخر الحاكم لتجميع أوراقالقضية ، و نسي إن زوجته لا تريده أن يحل محل الأسد الغائبالسلحفاة دحرجتنفسها من فوق سفح جبل لتتغلب على بطئها و خوفا من أن يفوتها شيء منالاجتماعالهدهد أخذ يجول في الغابة بين شجرة و آخرى ليبث الخبر لمن لم يصلإليه الخبرالأسد مع لبوته لم يعرف بالاجتماع فإنه في شهر العسل و لا يجرؤأحدٌ على تعكير صفو الملك الباطشالنعجة دوللي في هذه المرحلة كان لها أثرفي تحضير اللاقطات الصوتية لأنها متطورة جاءت بفستان سهرة حمراءو علىبراطمها أحمر شفاه صارخ لكنها ما زالت نعجة لم تعرف كيف تحافظ على رشاقتها فخصرهالم يكن نحيلا كباقيالحاضرات لكن لها لسان لا يعرف أحد من أين جمعت كلماتهاكي تصل لقلب كل من حضر المحفل الذي لم يبدأ بعدأول برامجه غير المعتادإقامته في غياب من ترك الرعية ليقضي وقت شهر عسل مع لبوة بكر ..
ابتدأتالجلسة بعد أن تأخرت لما يقارب ربع ساعة .
أشار الحاكم من البشر على نقارالخشب أن يقرع ظهر السلحفاة حتى يعلن للجميع بدء الحفل و بدء مراسمالقضيةكُشف الحجاب عن المتحاكمين و من الدهشة أن تجتمع كل الغابة لتفكمشكلة بسيطة بين ديك و دجاجةالديك أحمر اللون له عرف تاجي مال لونه إلىالسواد من هول ما يلاقيه من دجاجته المحبوبةالدجاجة تحمل في يدها أوراقاثبوتية ضد زوجها المسكين و الديك الرحيمقدمت دولي خرطوم الفيل كمايكرفونينقل خفي صوت الحاكم من البشر إلى كل من كان في الاجتماعأمسك الحاكم منالبشر خرطوم الفيل و قال : سنحكم بالعدل و بما يمليه علينا المبدأ القويم الذيتعلمناه فيمجتمعنا الراقي نحن البشر ، فلا يشغب علينا أحد و لا ينفر منقولنا لا ديك و لا دجاجة و لا فهد و لا أسدثم أشار للدجاجة أن تعرض شكواهابكل أدب و احترام و تلتزم بالوقتتقدمت الدجاجة بأوراقها و قالت : بقبقاقبقبقاق بقبقاق . .
لم يكن كلام الدجاجة مفهوما للحاكم ، فنادى بمترجم ، لميعثر على مترجم إلا الديك المخاصمتردد في قبول ترجمته إلا إنه بعد مداولاتو مرافعات و مشاورات و بحث متعب عن غيره مترجمعندها نادى الحاكم من البشرعلى الديك و طلب منه الترجمة فقال :
سيدي الفاضل إن دجاجتي تقول : إنهاتطالب بحقوق الدجاجات بحيث تطلب تركهن في عمل ما يردن بأي طريق يردن .
تعجبالحاكم من الترجمة إذ إن الكلام كله يدور على بقبقاق بقبقاق ، و لكن الترجمة غيرتالمعنى و أجلت المرادبطريقة لا يقدر عليها امرأة من البشر فكيف تقول هذهالدجاجة مثل هذا القول ، ثم عرف إن الديك رغم إنه المتهمفلم يفضل كتمالكلام عنه و لم يبخل بقول الحق الذي عليه .
استجمع الحاكم علامات استفسارهو قال سائلا الديك : و ما تقول أنت يا صاحب الدجاجة ؟قال الديك :
بحكمأنني أمثل كل ديك في هذه الغابة فإنني سأقول كلاما لا يقدر عليه ديك غيري ، و إننيأصالة عن نفسي و نيابةعن زملائي ، و إنني لذلك أقول لكل دجاجة الحق في أنتعمل ما تريد لكن ليس كما تريد متى ما تريد .
عرف الحاكم من البشر إن الديكالذي أمامه ديك صاحب قول و لسان و خطر و لسان و واضح بيان فهابه و خافه .
سأل الحاكم الدجاجة عن رايها في قول الديك : فقالت لم أفهم من قوله شييئا .
ترجم الديك للدجاجة قوله فقال : ككوكوكو , فقط مرة و احدة .
قالتالدجاجة : بقبقاق بقباق بقبقاق .
قال الحاكم ما تقول هذه الدجاجة أيها الديك؟قال الديك : إنها تقول يا صاحب الحكم إن هذا الكلام هو نفس الكلام الذيأقوله دائما لها .
غضب الحاكم و قال للديك : إذن اسألها ما تريد .
قالالديك : ككوكوكو ككوكوكو .
بكت الدجاجة و قالت : بقبقاق بقباق بقبقاق بقبقاق .
قال الديك مترجما من غير اسئذان : أيها الحاكم أعتذر منك على إكمال الترجمةو إنني أريد أن أحمل زوجتي الدجاجةلمكان آمن حتى تضع بيضتها الأولى في مكان آمن . .
ثم صاح الديك : ككوكوكو ككوكوكو ككوكوكو . .
سأل الحاكم الديكما تقول ؟قال الديك إنني اقول :
اتركونا يا بشر يرحم أبوكو ، وشوفو كيف غيركم يحكموكو .
قالت الدجاجة : بقبقاق بقبقاق بقبقاق .
سألالحاكم ما تقول هذه الدجاجة ؟قال الديك : إنها تقول : هيا بسرعة يا حبيبيلا أبيض في الزقاق . .
لملم الحاكم أوراقه ، و طبق خرطوم الفيل , و أعلن إنمثل هذا الديك للدجاجات أرحم . . . . . . . .
و أخذ يردد الحاكم : ككوكوكوككوكوكو ككوكوكو . .