وطني الحبيب
شدها حنين عارم شوق كبير لأرض الوطن شوق لم تشعر بقوته من قبل. عشرون عاماً من الغربة عشرون عاماً ..... وحب تلك الأرض يكبر يوماً بعد يوم في قلبها .
يومياً و الذكريات تعيش معها لحظة بلحظة رغم أنها كونت أسرة وهي سعيدة بها. ولكن يبقى حبها حنينها لتلك الأرض أقوى من أن يعوضه شيء . رائحة الياسمين في كل شارع من شوارعها طريق مدرستها ذكريات طفولتها تشدها بقوة ...... السماء.. النجوم .... الشجر ... كل شيء فيها مميز رحلات الصيف الحلوة مع أسرتها ... الاجتماعات العائلية وخاصة في رمضان ...... أسواقها في رمضان و العيد شيء مبهج يبعث السرور في نفسها.
لا زالت بعد تلك السنين كطفلة تنتظر هبوط الطائرة على أرض وطنها الحبيب سعادة ما بعدها سعادة عندما تلامس قدماها أرضك أيه الوطن تنسى همومها تنسى غربتها وبسرعة يمر أمامها شريط جميل من الذكريات.
هي سعيدة كونها أم لأربعة أبناء و زوج رائع سعيدة كون أبناءها قد شربوا القليل من عادات وطنها .....
ولكنها ذات يوم فوجئت بابنها ذو السنوات العشر يسألها سؤال رسم الدهشة على وجهها والحيرة في عقلها
و لأول مرة لم تعرف بماذا تجيب !!!!!
السؤال هو ( ماما كيف أستطيع أن أحب وطني كما تحبين وطنك؟؟؟؟؟)
لأول مرة تتعثر الكلمات في فمها سكتت قليلاً ..... ثم قالت له أنه وطنك حيث ولدت وفيه ستكبر ومن خيره تأكل
وسيصبح لك فيه من الذكريات الكثير إن شاء الله فيجب أن تحبه وتعشقه وتفتخر به أمام الكل.....
شعرت بالذنب !! فهي دائماً تتكلم أمام أسرتها عن وطنها عن ذكريات جميلة عن ماض لا يمكن أن يمحى من ذاكرتها تتكلم بحماس شديد .. بحب بسعادة !!! لكن ماذا تفعل فبينها و بين تلك الأرض قصة عشق لا تنتهي
هي من يعطيها القوة على الاستمرار.
تتساءل ترى هل يجب أن يتغرب الإنسان حتى يحب وطنه هكذا حب ؟؟؟ هل حب الأوطان مزروع بداخلنا ؟؟؟
هل يولد معنا أم أننا نتعلمه؟؟؟؟