يا عاذلتي
إن لُمْتِ
فلومي واعدلي
ولا ترميني بسيلٍ
من البهتان
فما طربتَ الروح
يوماً ببوحكِ
وما ارتوت
إلا من سراب الهذيان
فملّت الروح
من البقاء في زوايا
مَعْبَد الشوق
تطالبكِ بالإحسانِ
فإن جدتِ عليها
أعطيتها الفتات
وأذقتِها مقابل جودك
أرطال من الهوان
فلا تلوميني
ولومي نفسكِ
فكم طالبتُكِ أن تُسمعيني
نبضة من نبضات الوجدان
وطالبتُكِ باللقاءِ
لأروى شتلة حبي
التي زرعتُها بقلبكِ
فأبيتِ ... فأصابها الذبول
من الهجران
يا لائمتي
ما كنتُ للخيانة بعاشقٍ
وما كنتُ للهجر بمطالبٍ
وما كنتُ ابحث عن أسبابٍ
للخذلان
فكم قاسيتُ
في بعدكِ وفي قربكِ
وكم تجمدت من قسوتكِ
دمعة في الأجفان
وكنتُ الهج بأشواقي
في محرابكِ
وكنتِ لاهية عني
فتسربت لقلبي
ظلال الأحزان
بكلي أحببتك
وبنبضي عشقتكِ
وأشعلتُ الشموع بدربكِ
فأطفأتِ بصدكِ
شموع الحنان
يا عاذلتي
رسمتكِ في سمائي قمراً
و عزفتكِ قصيدة غرامٍ
فسلبتني قلبي
وتركتني لقمة
لضاريات الأشجان
أنا لا ألومكِ
فقلبكِ
قَدْ قَدَّ من صخرٍ
وزاده تكدس الكلس عليه قسوةً
والعنادِ استثار
فيه رياح الطغيان
لازلتُ احبكِ
يا من رسمتِ مدن أحلامي
وزينتِ سمائي بكواكبٍ
أضأت ليلي
فعم الروح فيض الأمان
ولازلتُ متيم بكِ
و أترنم بمعزوفة الاشتياق
لعلها تفتت
ما قَدّ من الصخر الصوان