وحدي
قرب النافذة الخشبية
والزجاج رطب من زفيري
وكأس الشاي الباردة... الفارغة
تحدق في أنفي المتجمد من البرد
تشتاق لأصابعي
للمسة الحب والحنان
الستارة الممزقة تغازلني
والطاولة المهتزة
تاقت لنومي وغفوتي فوقها
وأنا لا يشغلني
في هذه الغرفة السوداء
إلا أنت ِ
أطلقت نظري خلف غيمة
على هيئة وجهك ِ
توسلت لها أن تبقى أمامي
فأنا كل شيء في َ يحبك
حتى نخاع العظم
حتى كرياتي الحمراء والبيضاء
ولكن الغيمة غفت خلف جدار الجارة
واختفت
البارحة كان ثقيلاً
تركتني
وحيداً أنظر كعب حذائك ِ
أسمعه يطقطق بشماتة
ورأسك المدور الجميل
لم يلتفت ْ
لم يكترث ْ
لدمعة خائفة في زاوية العين
اليوم
أنا بدونك ِ وحيداً
العصافير سُجـِلتْ غائبة
في سجل الحضور
والأشجار أسقطت أوراقاً
في غير حينها
بكت بأوراقها على حالي
كأسك ِ فارغة
كرسيك ِ فارغة
قلبي فارغ
أعرف أن الوحدة ستقتلني
وأنك ِ لن تعودي
وأني أخطأت ُ
و سأبقى بدونك ِ
مع ستارتي
وكاسي الباردة
وطاولتي المهتزة
لن أسامح نفسي
فسامحيني