وأسير مُرتجل الخطى
في أُنسةِ الليلِ الحزينْ
وحدي يُرافقني الأسى
ستونَ عاماً في دمي
شوكاً على بوابةِ العشرينْ
* * *
وأسيرُ , مُرتجلَ الخُطى
كأسير يحترفُ الضياعْ
جسدي هناكَ مُبعثرٌ
وسفينتي تَبكي الشراعْ
وطفولتي رملٌ وأشياءٌ هنا
ترسو على شط الوادعْ
* * *
وأسيرُ , مُرتجلَ الخُطى
حُزناً يُرافِقُني الذُبُولْ
ستون عاماً
يا خَريف الغُصن أتعبهُ المُيولْ
حتى تلاصق في الثَرَى
ماذا أقولْ ؟
. . . سأقولُ مُرتجلَ الخُطى :
أماهُ أتعَبَني الرحيلْ
في ليلِ يُرعب وحدتي
. . . ليلٌ طويلْ
أماه أشتاقُ الطفولة والبُكا
وإلى حنانكِ أستقيلْ
هل لي مكانٌ
بين أخواتي الصغار ؟
أم أنه برد الشتاء هو البديلْ ؟
سأسيرُ , مرتجلَ الخُطى
أشكو إلى ربٍ جليلْ
ياليتني طفلٌ وما عرف الخطى
في أُنسةِ الليلِ الحزينْ
لكنهُ رجعُ الصدى
همسٌ يؤانس ظلمتي
ويَئِدُ أنياب السنينْ
ولقد هناكَ رأيته
رجلٌ ( أَسِيمْ )
ويسير للصخر المعربد في الثرى
لا يستكينْ !
ويسير في درب الرماد مؤذناً
في كل حينْ
. . . سأقولها أني هنا :
ملء الكواكب لا ألينْ
ملء الشموس الراكعات على الجبينْ
ملء الطواويس القديمةِ
والطفولةِ
واللواعجِ
والحنينْ
لكنما . . .
يبقى الأنينْ . . .
. . . هو الأنينْ !
لأعود مُرتجل الخطى
في أُنسةِ الليلِ الحزينْ . . . !