أخي الكريم: أينما تذهب .. .. انتبه ..!!.. عليك شهود يراقبونك في كل مكان .. .. وفي أي زمان .. .. فأين تذهب .. ؟؟ ..
وأنت يا أختاه .. .. انتبهي واعلمي أن هناك شهوداً يشهدون على أفعالك .. .. ويراقبون جميع تحركاتك .. .. فاحذري ..!!..
فتعالوا معي نتعرف على هؤلاء الشهود الأربعة .. ..
( 1 ) فأما الشاهد الأول: فهو هذه الأرض التي نمشي عليها .. .. ونأكل عليها .. .. ننام عليها.. .. ومنا من يعصي الله عليها .. .. هذه الأرض لها يوم ستتحدث فيه .. .. وتتكلم فيه بما عملت عليها ــ ياعبدالله ــ سوف يأتي اليوم الذي تفضحك فيه وتكشف أسرارك .. .. ولعلك تقول: ما هو الدليل على أن الأرض ستشهد يوم القيامة ..؟؟.. فأقول: يقول الله تعالى : إذا زلزلت الأرض زلزالها .. .. وأخرجت الأرض أثقالها .. .. وقال الإنسان مالها .. .. يومئذ تحدث أخبارها الزلزلة:1-4 .. .. انظر إلى قوله: يومئذ تحدث أخبارها فسَّرها النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: أتدرون ما أخبارها ..؟؟.. قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة.. .. بما عمل على ظهرها .. .. تقول: عملت كذا وكذا يوم كذا وكذا .. .. فهذه أخبارها .. .. [رواه الترمذي وقال: حديث حسن .. ..
فيا ترى ..!!.. أخي .. .. أتذكر لما كنت في ذلك المكان الذي تيسرت لك فيه المعصية وبدأت في فعلها ..؟؟.. نعم إن الناس لم ينتبهوا لجريمتك .. .. ولم يشهدوا عليك .. .. ولكن الأرض التي فعلت تلك المعصية عليها .. .. سوف تشهد عليك..!!.. نعم إنك غافل .. .. ولكن الأرض لا تغفل .. .. و يا ترى ..!!.. تلك الفتاة التي تتجول في الأسواق وتبرز جمالها ولباسها وتريد من الناس أن ينظروا إليها .. .. هل شعرت أن تلك الأرض سوف تخبر عنها ..؟؟.. وتكشف عن جرائمها وسيئاتها في يوم كان مقدار خمسين ألف سنة مما تعدون ..!!..
( 2 ) وأما الشاهد الثاني: فهم الملائكة الذين يكتبون علينا أعمالنا .. .. ويسجلون علينا سيئاتنا وحسناتنا .. .. قال تعالى: وإن عليكم لحافظين .. .. كراماً كاتبين .. .. يعلمون ما تفعلون الانفطار:10-12.. .. أيها الأخ الحبيب: أتذكر في تلك الليلة لما كنت أمام جهاز التلفاز .. .. وكنت تنظر إلى ما تبث القنوات من تلك الصور العارية.. .. لعلك تذكرت ذلك الموقف .. .. هل كنت وحدك .. .. إنك لو علمت أن الملائكة قد كتبوا عليك تلك المعصية لما فعلت .. .. وتلك الفتاة التي سمعت الأذان ولكنها تساهلت في أداء الصلاة .. .. حتى خرج وقتها .. .. ولم تصل تلك الصلاة .. .. لأنها انشغلت بالمكالمة الهاتفية .. .. أو لعلها كانت تشاهد الأفلام والقنوات .. .. إنني أجزم أن تلك الفتاة غافلة عن شهادة الملائكة .. .. وأنهم يكتبون عليها أعمالها .. .. قال تعالى: أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون الزخرف:80 .. ..
وبعد تلك الكتابة من الملائكة، يا ترى ماذا سيجري بعد ذلك ..؟؟.. عندما تموت سيطوى كتابك .. .. ولكنك سوف تلتقي معه عندما تخرج من قبرك .. .. وسوف تعطى هذا الكتاب الذي كتبته عليك الملائكة في الدنيا .. .. وسوف يأمرك الله جل وعلا بأن تقرأه عندما تقف بين يديه قال تعالى: ونخرج له يوم القيمة كتاباً يلقاه منشوراً .. .. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً الإسراء:14،13.. .. إنها لحظة عجيبة .. .. إنها ساعة حرجة .. .. عندما يقف العبد حافياً عارياً أمام الجبار جلّ جلاله ومع العبد كتاب .. .. وهذا الكتاب هو ديوان الحسنات والسيئات .. .. فما هو شعورك يا من كان ليله في السهر على القنوات .. .. ونهاره في النوم عن الصلوات.. .. ما حالك يا عبد الله عندما ترى سيئاتك في ذلك الكتاب ..؟؟.. ويا ليت الأمر ينتهي عند مجرد رؤيتك له بل تؤمر بقراءته .. .. فماذا ستقرأ .. ..وماذا ستجد .. .. ماذا ستقرأ يا قال تعالى: يوم ينظر المرء ما قدمت يداه النبأ:40 .. .. وأقول لتلـك الفتاة التي غفلـت عن ربهـا .. .. وأعرضت عن طاعة مولاها: ماذا ستجدين في ذلك الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها الكهف:49 .. .. يا أختاه: ستقرئين أعمالك هنالك .. .. فماذا ستقرئين .. .. أما لباسك فحرام.. .. وأما وقتك فضياع في الآثام .. .. يا أختاه: الأمر خطير.. .. فمتى ستحذرين ..؟؟.. أوصيك أن تحفظي هذه الآية: ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً الكهف:49.. ..
( 3 ) وأما الشاهد الثالث: فهي الجوارح .. .. التي هي من نعم الله علينا: اليدان .. .. والقدمان .. .. واللسان .. .. والعينان .. .. والأذنان .. .. بل وسائر الجلود .. .. ستأتي يوم القيامة لتشهد عليك يا عبد الله .. .. وستشهد عليكِ يا أختاه .. .. إنه مشهد لا مثيل له يقف العبد أمام ربه ويبدأ الحساب .. .. ثم تبدأ الجوارح لتكشف الأسرار.. .. ولتخبر بالفضائح والجرائم والأخبار .. .. التي فعلتها في أيامك السابقة اليوم نختم على أفواههم يس:65 .. .. وبعد ذلك ماذا يجري وتكلمنا أيديهم .. .. وهل يقف الحد عند ذلك .. .. لا .. .. بل تشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون يس:65.. .. فيا حسرتاه.. .. يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية الحاقة:18.. .. وإن الأمر يزداد حرجاً وشدة عندما تنطق سائر الجلود حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون فصلت:20.. .. وكأني بذلك الشاب يقف متعجباً ..!!.. وهو يرى العين تشهد عليه بكل نظرة سيئة .. .. إنه متعجب وهو يسمع شهادة الأذنين بكل أغنية وفاحشة استمع إليها .. .. وبعد ذلك يحصل الأمر الغريب .. .. خاطب المرء جوارحه وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا فصلت:21.. .. لمَ يا عين تشهدين .. .. لمَ يا سمع تشهد .. .. لمَ يا قدم تتكلمين .. .. ولكن الجواب أعظم قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء فصلت:21.. .. وينتهي ذلك المشهد العجيب .. .. ولكن يا ترى .. .. ما حالك هناك .. .. وهل ستكون ممن شهدت له الجوارح بالطاعات .. .. أم ستكون ممن تفضحه جوارحه أمام الله خالق الكائنات .. ..
( 4 ) وأخيراً يا ترى هل بقي أحد يشهد علينا ..؟؟.. نعم .. .. إنه الواحد الأحد رب الشهود .. .. إنه الواحد المعبود .. .. أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد فصلت:53 .. .. الذي يراك أينما كنت ويعلم بحالك: إن الله لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء آل عمران:5 .. .. فسبحان العليم بعباده وهو معكم أين ما كنتم الحديد:51 .. .. فسبحان الذي لا تخفى عليه خافية والله يعلم ما فى قلوبكم الأحزاب:51 .. .. فسبحان من يعلم ما في الصدور.. .. والله إن من أكبر أسباب ضعفنا وتقصيرنا هو ( الغفلة عن مراقبة الله تعالى ) .. .. وإلا فلو أن العبد الذي يخلو بذنوبه .. .. ويبتعد عن الناس لكي لا يروه .. .. لو يعلم ذلك بعلم الله به .. .. ورؤيته له .. .. لما فعل تلك الفعلة السيئة.. .. ولكنه غفل عن الله .. .. فتمادى في الشهوات ألم يعلم بأن الله يرى العلق:14.. ..
وتذكروا أن من أسماء الله: العليم .. .. البصير .. .. الشهيد .. .. الخبير .. .. المحيط .. ..السميع .. .. وكلها توجب مراقبة الله في كل حين .. .. فيا من يسافر للعصيان تذكر نظر الواحد المنان .. .. ويا من يتمتع بالنظر الحرام .. .. أنسيت رؤية الملك العلام .. .. ويا من يسهر على الآثام .. .. إن الله يراك ويعلم بحالك .. .. فأين ستذهب ..؟؟