خمس نقاط من عوامل الثبات
الحمد لله (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون)1 ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له (بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون)2، ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله جاء بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا (ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نباءي المرسلين)3 عباد الله : اتقوا الله (واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون)4 أما بعد :
فإن الله تعالى قص مكابدة نوح في دعوة قومه إلى الله تعالى ثم اعتذاره بأنه قد بلغ الغاية (قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا * فلم يزدهم دعائي إلا فرارا * وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا * ثم إني دعوتهم جهارا * ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا * فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا)5 ، وهذا الصبر الطويل لشيخ الأنبياء إنما بناه فقه لسنن الثبات ، وإدراك لفن رفع المعنويات في ظلال الاستعانة والاستمداد من الله تعالى ، وقد ذكرنا في الجمعة السابقة عشرة نقاط مُعينة على الثبات نعيد إيجازها وهي :
1- اعمل قدر طاقتك (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)6.
2- ما تطيقه نفذه بعزيمة (خذوا ما آتيناكم بقوة)7.
3- اهتم بالحقيقة لا بآراء الناس (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)8.
4- عليك اتخاذ الأسباب لا حصول النتائج (ما على الرسول إلا البلاغ)9.
5- عليك بالممكن لا المستحيل (يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا)10.
6- اعرف واجبك ولا تنظر إلى نقص غيرك (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس)11.
7- إن عرفت فالزم (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)12.
8- لا تبن موقفا ولا حكما على الظن (إن الظن لا يغني من الحق شيئا)13.
9- تحرك بمبدئك ولا تقتله بجمودك (يا صاحبي السجن ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار)14.
10- تواصل دائما مع هدفك (وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا)15.