--------------------------------------------------------------------------------
تريد لي الأيام أن أتـــــــــقيدا
وأطلــــــــــب فيها أن أكون المجــــــــــــددا
وتقعد بي دون المدى في خطوبها
وغاية هم النـــــفس أن أبلغ الــــــــــــــــــمدى
كفى لصريح العقل قيداً لمطلقٍ
من الناس يبغي أن يكون مقـــــــــــــيدا
لعمر الهدى إن النهى ليس من صوى
سواها لمن ضلوا الطريق إلى الهدى
فما بال هذا العقل أمسى معطلا
لدينا كأن الله أوجــــده ســــــــــــدى
أيخلقنا كر الجــديدين ضــلة
ولم نتقمـــــــــص فيــــــــهما ما تجـــددا
فيا منجدي فيما أريد من العلي
ولولا العلى لم أطلــــب الدهر منجدا
أعني على ما لو تحـــقق كونه
لما كان لـــــي بل للأناســـي مــسعدا
تجهز من الحسنى بما أنت قادرٍ
عليه ولا تقبل سوى الـــعقل مرشدا
وأحسن إلى من قد أساء تكرماً
وإن زاد بالإحســــان منك تـــمردا
وحب الذي عاداك إن رمت قتله
فإني رأيت الحـــــــب أقتل للعدا
فليس مضرا في العلى بالذي أرى
على كل حالٍ أن تحب من اعتدى
إذا دفع الشر القبـــــــــــيح بمثله
تحصل شر ثالث وتولـــــــــــــــــــــــدا