السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول " سكنر " صاحب نظرية " الارتباط الشرطي الفعال " ، والذي عمل كأستاذَ عِلْم نفس فخريِ في جامعةِ هارفارد ، وربما كان الأكثر تأثيراً في معيشة الكثير من علماء النفس في العالم:
" مِنْ المساعدةِ الصَغيرةِ البسيطة إخْبار رجل ما لاستعمال " قوة الإرادة " أَو ... " ضبط النفس "، ولكن الرجل قد لا يكون عارفا ومدركا لتفاصيل العمل المطلوب ، فلابد من الأخذ في الاعتِبار: المكوّناتِ المعيّنةِ للسلوك غير المرغوب ، والمطلوب فيه " ضبط النفس " ، ونحن كخبراء في علم النفس لدينا المقاييس العمليةُ التي تمكننا من قياس مستوى ذلك السلوك لدينا ولدى الآخرين ، وذلك للأَخذ في محاولةَ تَغييره إذا كان من السلوكيات غير المرغوبة ".
وبمعني آخر ...
لماذا تَفْشلُ في ضبطِ نفسك ؟
إن قدرتنا على تغيير سلوكياتنا غير المرغوبة أمر هام في حياتنا ، وذلك لتغيير أنفسنا إلى الأفضل ، مع تَحسين علاقاتنا بالآخرين ، وقد لا يهتم الآخرون بالعديد مِنْ سلوكياتِكَ ، فليس لديهم قلق حقيقي حول حالتك وسلوكياتك كزميل في المكتب ، سواء كنت تَزنُ مائة وثلاثين كيلوجراما ، أَو تهدرُ وقتَ فراغكَ ، أو ما يسيطر عليك من عادات خاصةِ تَهمك كثيراً كالتدخين في الهواء الطلق ، فالعادات السيئة يُمْكِنُ أَنْ تَخْلقَ مثل هذا القلقِ الذي يُؤثر على مزاجِك ، وعلى مشاعركَ نحو نفسك ، وكذلك على أسلوب حياتكَ.
أي ...
لماذا لا تُغيّر عادات سيئة ببساطة إلى عادات جيدةِ ؟
وذلك باتخاذ قرارت فعالة ومؤثرة ؟
قد تَفْشلُ لأنك:
1- أبداً مَا تَعلّمتَ مهارات التغيير الذاتية ، فأنت لا تَستطيعُ تنفيذ وعمل ما لا تَعْرفهُ ، فكَيفَ تَعمَلُ وهذا النقص في المعرفةِ يَمْنعك غالبا مِن المُحَاولة ؟
وقد يُبررُ الناسُ عدم قابليتهم في أغلب الأحيان لتَغيير سلوكياتهم السيئة ، وذلك نتيجة لاعتِقادهم بأن السلوكِ السيئ غير المرغوبِ فيه يُرضي بَعْض الحاجاتِ غير الواعيةِ لدى من يقوم به من الناس ...!
فإذا أنت فشلت في تغيير السلوكيات السيئة لديك لأنك سلبي ، وأنت لا تَحب هذا السلوك السيئ ، لَكنَّك لا تُحاولُ تَغييره ، وفي نفس الوقت تَزِيدُ القلة أو الندرة في المعرفة لدينا ،عن تفاصيل هذا السلوك السيئ و درجته و كيفية التخلص منه بوسائل ضبط النفس المختلفة ، من تعميق شعورناِ بالعجز عن التغيير إلى الأفضل.
2- أيضا لأننا مَا تَعلّمنا مفهومَ قوة الإدارة ، فاستعمال التعبير " قوة الإرادة " يُبيّنُ أنكَّ تَمتلكُ بَعْض السيطرةِ على أعمالِك ، لَو كنت تمارس قوة الإرادة ، لكن هناك ضررا من هذا التعبير:
وهو أنه لا يُخبرُك بما يَجِبُ عليك أَنْ تَعمَله لتكون قوي الإرادة في تغيير السلوكيات غير المرغوب فيها.
لذا فقوة الإرادة يُمْكِنُ أَنْ تَعملَ كأداة مركزيةِ دافعة نحو التغيير الذاتيِ ، وكما قيل:
" من كانت له إرادة كانت له القوة ".
وأنت يُمْكِنكُ أَنْ تُعدَّلَ وأن تُسيطر ، بل ويمكنك تغييّر سلوكَكَ الخاص الذي تكرهه في نفسك ، وذلك باستعمال سلسلة التقنياتِ السلوكيةِ التي تُمْكِنك منُ أَنْ تُرتّبَ لحالات الطوارئ ، بالنشاطات المختلفة ، وتقديم الجوائز لذاتك عند تحقيقك لسلوك ترغب فيه ، وحتى في فرضك لبعض العقوبات على نفسك لكي تعدل من سلوكك ، ولتُصبح الشخص الذي تُريدُه أن يَكُونَ ، فأنت يُمْكِنك أَنْ تَستبدلَ سلوكك غير المطلوب بالسلوكِ المطلوبِ.
في تَغيير سلوكِكَ الخاصِ تُصبحُ حازماَ حقاً ، بل ومؤكداً لذاتك ، لأنك تفوقت على نفسك ، وهذا هو ما يُعينُ على ضبطَ النفس في أغلب الأحيان ، أَو دعنا نطلق عليه " إرادة التغيير " ، والتي تؤدي إلى احترامك الخاص لنفسك ولذاتك ، وهذا ما يظهر في المعادلةِ التالية:
السلوك المطلوب = رضاءَ عن النفس = احترام ذات متزايد.