هناك حكمة تقول
( طوبى لمن أهدى إلي عيوبي )
باقة ورد أهديها لكل من بحث عن الجديد ليكون سعيدا بما يقدمه ليسعد به الآخرين
هنالك مهارات وأساليب يجب أن يلم بها من يتصدى لنصح الآخرين وإرشادهم
وذلك بغية الوصول للهدف المنشود
أولها النصيحة بالسر
فالإنسان بطبعه يكره التشهير ويعتبر النصيحة أمام الناس فضيحة
لهذا يحاول الدفاع عن نفسه
ولقد حث الشرع على النصيحة بالسر
( المؤمن يستر والفاجر يهتك )
لأن الهدف من النصيحة أن يقلع الشخص عن الخطأ
وليس الغرض إشاعة عيوبه أمام الأخرين
ثانيها استخدام أسلوب الحكمة
الشدة من غير عنف واللين من غير ضعف
ثالثها انتقاء الأسلوب
الأسلوب الأمثل في العرض ومحاولة الترغيب والترهيب والثناء الشرعي بما فيه
ومحاولة ضرب الأمثلة الماضية والحاضرة
رابعها التلميح دون تصريح
أحياناً يكون التلميح بالنصيحة أفضل من التصريح
أي محاولة النصح بطريقة غير مباشرة
كما يفضل البعد عن النقد المباشر وأسلوب الأمر
فهذا أدعى للقبول
خامسها الكلمة الطيبة
للكلمة الطيبة والابتسامة سر لقبول النصيحة
فكلمة لينة رقيقة وابتسامة ساحرة هي خير
(( قصة الفيل و العميان ))
!! هل سمعت هذه القصة من قبل !!
يحكى أن ثلاثة من العميان دخلوا في غرفة بها فيل
وطلب منهم أن يكتشفوا ما هو الفيل ليبدأوا في وصفه
بدأوا في تحسس الفيل وخرج كل منهم ليبدأ في الوصف
قال الأول : الفيل هو أربعة عمدان على الأرض !
قال الثاني : الفيل يشبه الثعبان تماما !
وقال الثالث : الفيل يشبه المكنسة !
وحين وجدوا أنهم مختلفون بدأوا في الشجار
وتمسك كل منهم برأيه وراحوا يتجادلون ويتهم كل منهم الآخر أنه كاذب ومدع !
بالتأكيد لاحظت أن الأول أمسك بأرجل الفيل و الثاني بخرطومه, و الثالث بذيله
كل منهم كان يعتمد على برمجته و تجاربه السابقة.. لكن .. هل التفتّ إلى تجارب الآخرين ؟
!! من منهم على خطأ !!
في القصة السابقة .. هل كان أحدهم يكذب ؟
بالتأكيد لا .. أليس كذلك ؟
من الطريف أن الكثيرين منا لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه
فحين نختلف لا يعني هذا أن أحدنا على خطأ !!
قد نكون جميعا على صواب لكن كل منا يرى مالا يراه الآخر !
( إن لم تكن معنا فأنت ضدنا )
لأنهم لا يستوعبون فكرة أن رأينا ليس صحيحا بالضرورة لمجرد أنه رأينا !
لا تعتمد على نظرتك وحدك للأمور فلا بد من أن تستفيد من آراء الناس
لأن كل منهم يرى ما لا تراه
رأيهم الذي قد يكون صحيحا أو على الأقل .. مفيد لك !
منقوووووووووووووول