ماذا تريد منا أيها الزمن
ذبحتنا الجراح وأنزلت عيوننا دما
فرقتنا من أحبابنا وملأت قلوبنا أسا
قتلت الفرح في حياتنا وزرعت الحزن
دوست على مشاعرنا وخلقت من الدمع ندا
صرخنا فلم نسمع أي مجيب وتركتنا في سجن
كسرت شوكة الأمل وانهالت قوى البدن
ففعلا إننا نموت في اليوم ألف مرة فكل البشر في ظهرنا طعن
فكن حنون في يوم وانزع أيام المحن
فانا الطلب المستحيل ولكن هذا رجاء
فأعطينا بصيص من الأمل ولك كل الولاء
أرجوك انثرنا في دنيا مليئة بالوفاء
فكفى خيانة وكفى أن نسمع كلمة إلى اللقاء
فقد ذقنا مرارة العذاب وشدة الاكتئاب فأخرجنا إلى السماء
فأنا اخرس ولكن أنيني اسمع كل التعساء
فدموعي منهمرة مني وعيوني ملت من البكاء
فكل من رأى دموعي شبهها بأمطار الشتاء
فصنعت بحورا من قطرات الدماء
وسفنها ألم وجرح وحزن ليس لها دواء
فكان الحزن يسكنني وكأنه أصبح لي داء
فقل لي لماذا لا تذهبنا إلى جزر النقاء
أهو حرام أن نعيش عيشة السعداء
نحن لا نطلب أن تقربنا إلى النساء
فقط ضع الابتسامة على وجوه أطفأتها الأحزان
ارسم لنا ورود ونسق الألوان
أذهبنا إلى مدن يوجد لها عنوان
فلا تعودنا دائما على طريق النسيان
فهذا ما نطلبه فقط وأتمنى أن تكون علينا منان
فافتح أبواب الجنة وسندخلها بلا استئذان
فلقد تمزق القلم من كتابة كلمة الزمان
وذابت الصحف من دموع ليس لها عنوان
فهذا ما نتمناه أيها الزمان