السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول تعالى: (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد).
هذه الآية اخوتي كثيرا ما نقرؤها او نسمعها من الدعاة او الخطباء في نهاية كلامهم وحديثهم ولكننا غافلين عن كثير من اسرارها ومعانيها فنمر عليها مرور الكرام بلا تدبر لها....
انها كنز من كنوز القرآن.....انها جوهرة من جواهرة......انها تحتوي على اسرار الانتفاع بالقرآن.....
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله:
إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وأَلْقِ سمعك، فإنه خطاب منه(اي من الله تعالى) لك على لسان رسوله ، قال تعالى : « إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد». وذلك أن تمام التأثير موقوف على مؤثر مقتض، ومحل قابل، وشرط لحصول الأثر، وانتفاء المانع الذي يمنع منه، تضمنت الآية بيان ذلك كله بأوجز لفظ وأبينه .
●فقوله تعالى : « إن في ذلك لذكرى» إشارة إلى ما تقدم من أول السورة إلى هاهنا، وهذا هو المؤثر.
● وقوله تعالى : « لمن كان له قلب» فهذا هو المحل القابل، والمراد به القلب الحي الذي يعقل عن الله، كما قال تعالى : « إن هو إلا ذكر وقرآن مبين . لينذر من كان حيًّا» أي حي القلب .
●وقوله : « أو ألقى السمع» أي وجَّه سمعه وأصغى حاسة سمعه إلى ما يقال له، وهذا شرط التأثر
بالكلام .
●وقوله تعالى « وهو شهيد» أي شاهد القلب حاضر غير غائب .
قال ابن قتيبة : استمع كتاب الله، وهو شاهد القلب والفهم، ليس بغافل ولا ساه، وهو إشارة إلى المانع من حصول التأثير، وهو سهو القلب وغيبته عن تعقل ما يقال له.
إذن فالخلاصة أخوتي حتى ننتفع من قراءتنا أو استماعنا للقرآان الكريم لا بد من توفر اربع شروط وهي:
1-وجود المؤثر: وهو القرآن.
2-وجود المحل القابل للتأثر: وهو القلب الحي.
3-وجود شرط التأثر: وهو الاصغاء.
4- انتفاء المانع من التأثر:وهو لهو القلب وسهوه وغفلته.
جعلني الله واياكم ممن يستمعون القران، ويتدبرونه، وينتفون به..
آآآآمين....