اخوانى واخوتى فى الله انى احبكم فى الله
موضوع اليوم عن الهم والغم اللى كنا عايشينها ..اليومين دول للفرحان والزعلان
لسعيد والحزين.. للسليم والمريض..يعنى لكله
وده طبعا من قله الايمان ونقصه اليومين دول وانا اولكوا ..
ولكن انا قرات لسيدنا جعفر الصادق ..وهو غنى عن التعريف وكلنا عارفينه واللى مش عارفه يبقى يقول لى عشان اعرفه بيه ..
الغمُّ من أشد وأقسى أنواع البلاء،
وكلنا نعرف قصة الإمام علي ـ كرَّم الله وجهه ـ وهو المشهور بالفُتْيا، وكان الناس يستفتونه فيما يعجزون عن العثور على حل له، واجتمع بعض من الناس وقالوا:
نريد أن نجمع بعض الأشياء الصعبة ونسأله عنها لنختبره،
فلما اجتمعوا قالوا لعليٍّ كرم الله وجهه:
نريد أن نستعرض كون الله تعالى، فقد جلسنا معاً لنعرف أقوى ما خلق الله، واختلفنا فقال كل واحد اسم القوة على حَسْب ما يراها.
لم يتروَّ على بن أبي طالب، ولم يَقُلْ كلاماً مَسْروداً بحيث إن وقف، لا يطالبه أحد بزيادة،
بل حدَّد من الجملة الأولى عدد القوى حسب ترتيبها وقوتها، حتى تطابق العدد على المعدود، وهذا دليل على أنه مُسْتحضِرٌ للقضية استحضار الواثق. وفرد أصابع يديه وقال:
أشدُّّ جنود الله عشرة:
الجبال الرواسي، والحديد يقطع الجبال، والنار تذيب الحديد، والماء يطفىء النار، والسحاب المسخَّر بين السماء والأرض يحمل الماء، والريح تقطع السحاب، وابن آدم يغلب الريح، يستتر بالثوب أو الشىء ويمضي لحاجته، والسُّكْر يغلب ابن آدم، والنوم يغلب السُّكْر، والهمُّ يغلب النوم،
فأشد جنود الله ـ سبحانه ـ الهَمُّ.
هكذا قال سيدنا علي بن أبي طالب، فالهمُ والغمُّ من أشد جنود الله تعالى..
وكان سيدنا يونس عليه السلام سبباً في أن قدَّم الله سبحانه لكل مؤمن به إلى أن تقوم الساعة ..
مَنْجىً من الهمِّ والغمِّ بالدعاء الذي ألهمه ليونس عليه السلام في قوله تعالى:
{ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ * فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْغَمِّ وَكَذٰلِكَ نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ }
[الأنبياء: 87ـ88].
وهكذا تعدَّتْ " النجاة من الغم " من الخصوصية إلى العمومية...
وقد أخذها جعفر الصادق رضي الله عنه وجعل منها " تذكرة طبية " للمؤمن حتى يستقبل أحداث الحياة كلها، في كل جوانبها المفزعة؛
لأن الإنسان يهدده الخوف مما يعلم.
أما الهم فلا يعرف الإنسان فيه سبب الخطر، ولا يعلم الإنسان مكر الناس به؛ لأن الإنسان لا يعلم ما بَيَّتوا له.
وشغل الإنسان بأمر الدنيا وأن يكون منعَّماً ومرفَّهاً في كل أمور الحياة، يجعله عُرْضة للهموم.
وكان سيدنا جعفر الصادق له بصر وبصيرة بآيات القرآن ومتعلقاتها، فقال:
" عجبت لمن خالف ولم يفزع إلى قول الحق سبحانه:
{ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ }
[آل عمران: 173].
ولا يُتعجب لمن يخيفه شيء إلا إذا كان عند المتعجب شيء يزيل الخوف.
فمن عنده صداع يمكنه أن يعالجه بالأسبرين،
أما الخوف فقد وصف سيدنا جعفر دواءه، بقول الله سبحانه:
{ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ }
[آل عمران: 173].
فذلك هو الدرع من كل خوف.
ويقدم جعفر الصادق لنا السبب فيقول:
لأن الله سبحانه قال عقبها:
{ فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوۤءٌ }
[آل عمران: 174].
الغم
أي: أن سيدنا جعفراً جاء بالحيثية من نفس القرآن، وأضاف جعفر الصادق:
" وعجبت لمن اغتمَّ ـ وهو الموضوع الذي نبحثه الآن ـ ولم يفزع إلى قول الله سبحانه:
{ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ }
[الأنبياء: 87].
فإني سمعت الله تعالى بعقبها يقول:
{ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْغَمِّ وَكَذٰلِكَ نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ }
[الأنبياء: 88].
المكر
وعجبت لمن مُكِر به كيف لا يفزع إلى قول الله سبحانه:
{ وَأُفَوِّضُ أَمْرِيۤ إِلَى ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ }
[غافر: 44].
لأني سمعت الله تعالى بعقبها يقول:
{ فَوقَاهُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَـرُواْ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ }
[غافر: 45].
الدنيا وزينتها
وعجبت لمن طلب الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قول الله سبحانه:
{ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ }
[الكهف: 39].
لأني سمعت الله تعالى بعقبها يقول:
{ فعسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً }
[الكهف: 40].
وهكذا وجد جعفر الصادق رضي الله عنه في كتاب الله أربع آيات لأربع حالات نفسية تصيب البشر، وجاء مع كل حالة دليلها من القرآن الكريم.
__________________