سرح بي عقلي في ظلمات الليالي.
فتمنيت...
و ما سمعت بتحريم الأماني.
لا الغنى و الجاه مرادي.
و لا السلطان من أحلامي.
ضعيف فقير .
... رسام
تمنيت لو كنت رساما.
لصورتك في صورة خيالية.
لا مكان لها في البشرية.
لصورتك بعين واحدة غير أنها ضريرة.
وإن أبصرة لن ترى إلا الظلام.
بأفواه كثيرة كبيرة.
لتحتار في اختيار ما تأكل.
لن تجد إلا الجيفة.
...
لصورتك في يد واحدة بعشر أصابع.
أين تمدها تجد الأشواك.
بأرجل كثيرة طويلة.
يستحيل عليك اختيار المسار.
و إن اهتديت
فلن تسلك إلا طريق الوديان.
كم من رأس أضعه على جسدك.
لكن كلها بدون تفكير.
لأنك عديم العقل.
المجنون منك أعقل.
أم تريد أن أجعلك بجثة دينصور.
دينصور قوي برأس عصفور.
و أرجل العنكبوت.
أي عقل لعصفور.
ليسير به جسم الدينصور.
أي قوة لأرجل العنكبوت حتى تحمله.
اسأل نفسك يا دينصور.
... مربي الحيوانات
تمنيت لو أنني كنت مربي حيوانات.
لجعلتك كالكلب.
مربوط من العنق.
ضانا أنك مرتد لربطة العنق.
أطعمك الفضلات و عملك الحراسة.
لا فائدة منك ترجى.
غير أني كنت مخطئ.
كون الكلب ارفع منك شانا.
فقررت ربطك ليل نهار.
فمثلك قوته الجيفة .
لا كرامة لك و لا حياء.
اعتذر . . .
كوني أسأت التقدير .
لا بد انك مثل الحمير .
لا تعرف معنى التفكير .
سأجعلك حمارا يمشي و كفى .
يحمل الذهب و الفضة.
و لن يأكل سوى الشعير.
أتصورك حمارا .
أتدري لما يا حبيبي.
كونه يأكل الورد ... يشتم الأشواك .
كونه لا يفرق بين الشرق و الغرب.
بين حرث الصخور و حرث الرمال .
أتدري لما يجهل كل هذا .
بكل بساطة انه أخوك الحمار.
آه نسيت . . .
اعتذر لأني ظلمت الحمار .
لأنه اشرف منك .
فما هو إلا مطيع لمالكه.
. . .
. . . تمنيت لو أنني كنت مزارعا .
لجعلتك صبارا .
في إناء به ماء و لا تراب فيه.
أتراك تصبر حقا . . .
و كم يدوم صبرك.
ارني أشواكك حينها .
التي يخافها الجميع.
أو أجعلك في إناء.
أسقك بماء اسود .
كي استمتع باخضرارك . . .
يا صبار.
أي صبر يومها يبقى .
لو كنت مزارعا .
لتخيلتك شجرة دردار .
على كبرها زارتها دودة صغيرة .
نخرت جوفها .
أو دابة ارض تراقصت على جذورها.
أين تكون عندها شماخة الدردار.
اعتذر سيدي . . .
فما أنت سوى . . .
فسيلة صغيرة في حديقة كبيرة .
كل يوم انزع منها ريشة .
ترى ما يبقى لها.
أو شجرة ورد .
كل يوم اقطف وردها قبل ابتهاجه .
من يهتم لأمرها يومها.
غير أن تلك الشجرة أفضل منك .
لأنها مهما قسونا عليها لن تبخل علينا ب الظل و الأوكسجين.
. . .
. . . تمنية لو كنت حرفي بلاط .
لجعلتك ارخص بلاطة .
في تاريخ الإنسانية .
لوضعتك في مدخل بيت الخلاء .
تدوسك كل النعال الملطخة بالنجاسة.
هي اطهر منك.
آه لو كنت حرفي نسيج .
لجعلتك حلسا لتنظيف النعال .
من الأوحال و الأدران.
. . .
سامحوني سادتي .
فانه ارعن لعين .
مهما قبحته يبقى أقبح .
فكل الأوصاف منه افصل.
هو الأول وليس الآخر.
....
أما أنت يا سيدي .
تظن نفسك منه اشرف.
صدقني لو أنني كنت موثق عقود .
لجعلتك له زوجة.
لن تكون الوحيدة و لا العزيزة و لا الجميلة .
تتجملين و تغازلين.
كي يبتسم لك .
لن يجعلك سوى حلس نوم.
ليلك ليس كنهارك .
. . .
. . . ذاك اليوم كنت رسام .
رسمتك نقطة صماء.
لا معنى لها وسط ورقة بيضاء.
تنتظر العزاء من الحروف و الكلمات .
قد تكون في نهاية الجملة و الكلام .
قد تكون ملك حرف من الحروف.
ليس لها الحرية.
يوم فوق السطر و يوم تحته.
و يوم بلا مكن و لا زمان .
يوم بمعنى و أخر بلا اثر.
ليس لك الحق بالنقاش و الكلام .
دوما مطاطا الرأس و مهان .
. . .
. . . و أنا فلاح .
لجعلتك بقرة مقيدة بجدار أصم .
لا يعرف إلا الصنم.
حبيبك يعلفك الأشواك و السموم .
يوهمك بأنها البرسيم .
كي تدري الحليب يا حمقاء.
الحليب الأبيض رمز الصفاء .
و أنت بحمقك المغلوب عليك.
تدري السموم و الروائح الفيحاء .
لأبنائك و أعدائك على حد سواء.
حبيبك ظن نفسه في نجاة .
و نسي يوم رضع تلك الأثداء .
فداء الحب والوفاء.
يا له من ذكاء.
. . .
سامحوني سادتي إن أسأت الكلام .
فلا احد منكم معني بالمقال .
فقلبي تعصر حزنا على الحبيب المغتال .
أعدموه يوم فرح كل العيال.
عيد للنحر قرنوه بالأحزان.
هم الأنذل دوما.
و التاريخ يشهد على المقال.
فالأول كان بوش اللعين.
و الثاني بلير و كل التابعين.
الولهانين العاشقين .
رقصوا على جماجم العراقيين .
أهانوا حضارة البابليين .
وكل العرب و المسلمين .
. . .
لست رساما و لا فلاحا
و لا موثق عقود.
ما أنا سوى شعرور.
بكى قلبه قبل قلمه.
غازلته القوافي و الأوزان.
لما لا تغازله الأحزان .